بلغت نسبة الأطفال الذين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة خلال الثلاث سنوات الأخيرة 8 في المائة من مجموع الأطفال البالغين سن التمدرس، وأكد مهتمون وباحثون أن البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين لم يتمكن من تحقيق الهدف المنشود وهو إلزامية التعليم، مشددين على أن النسبة ارتفعت في العالم القروي لتصل إلى 11 في المائة، وفشلت حكومة عباس الفاسي في خفض معدل الأمية في المغرب، حيث توقف الرقم عند 32 في المائة خلال سنة 2010، وهو الرقم الذي من المرجح أن يرفع بعض الارتفاع بسبب فشل مشروع التربية غير النظامية الذي اعتمدته الحكومات المتعاقبة منذ 1997، وقالت المصادر إن إحجام الآباء خاصة في العالم القروي على منع تمدرس الأبناء يعود بالدرجة الأولى إلى غياب بنية تحتية ملائمة رغم المجهودات التي بذلت خاصة مشروع توزيع مليون محفظة، مشددة على ضعف مواكبة التعليم بالعالم القروي وضواحي المدن التي تشهد وجود أعداد كبيرة من الأطفال الذين لا يلجون فصول الدراسة، مشددة على أن نسبة الأمية قد تستقر في حدود 30 في المائة خلال السنوات المقبلة، ما لم يتم اتخاذ مبادرات عملية لتحسين جودة التعليم بالدرجة الأولى وثانيا وضع حوافز لتمكين المغاربة من الانخراط في برامج محو الأمية. واعتبرت المصادر أن الأرقام التي تقدمها الجهات المسؤولة تفتقد إلى الواقعية خصوصا ما يتعلق بعدم التمدرس، حيث حددت الوزارة الوصية النسبة في 3.1 في المائة وهو رقم لا يعكس الواقع الحقيقي لظاهرة الأمية التي تجتاح كثيرا من المناطق المغربية، خاصة ذات الطبيعة الجبلية. إلى ذلك أكدت المصادر أن 15 في المائة من الأطفال يغادرون فصول الدراسة قبل نهاية مستوى الابتدائي، وحدد سن المنقطعين عن التمدرس ما بين 6 و11 سنة، مما يعني أن آلاف التلاميذ يغادرون المدرسة سنويا لينضموا إلى طابور الأمية، موضحة أن الوزارة الوصية فشلت في إقناع التلاميذ أو أولياء أمورهم في مواصلة الدراسة على الأقل حتى سن 15 سنة المحدد في البرنامج الاستعجالي. من جهة أخرى أكدت أرقام شبه رسمية أن 13 في المائة فقط من مجموع التلاميذ يصلون إلى اجتياز البكالوريا في نهاية مشوارهم الدراسي قبل الجامعي، وأوضحت الأرقام أن 30 في المائة من التلاميذ لا يصلون إلى إنهاء دراساتهم الابتدائية، وأن 53 في المائة يغادرون مقاعد الدراسة قبل نهاية تعليمهم الإعدادي، مشيرة إلى أن معدل الدراسة الابتدائية يصل إلى 10.4 سنوات لكل تلميذ، وفي التعليم الإعدادي يتطلب الحصول على الشهادة النهائية 8.4 سنوات لكل تلميذ، وبالنسبة للحصول على البكالوريا فالأمر يتطلب 8 سنوات لكل تلميذ مما يعني أكثر من 2 .2 مرات الوقت المطلوب.
عبد المجيد أشرف زابريس
عبد المجيد أشرف زابريس